Tag / #جائزة_الأميرة_صيتة

قراءت

كتاب “ذاكرة للتاريخ” رصد وثائقي لجهود المملكة العربية السعودية لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد

يعدّ تفشي وباء كوفيد ١٩ الحدث الأبرز الذي عمّت آثاره الكارثية العالم، ولفت انتباه الجميع منذ بداية انتشاره.

أعلنت منظمة الصحة العالمية في نهاية يناير ٢٠٢٠ أن تفشي فيروس كورونا يشكل حالة طوارئ صحية عامة تبعث على القلق الدولي، وأعلنت تحول الوباء إلى جائحة في يوم ١١ مارس ٢٠٢٠، ومنذ ذلك اليوم حتى الآن، لا يزال العالم في حالة استنفار لمواجهته.

بذلت المملكة العربية السعودية جهودًا استثنائية للتعامل مع هذه الجائحة، والحد من آثارها، وعايشنا جميعًا تطورات الإجراءات التي اتخذتها المملكة، ولا تزال، للخروج بأقل خسائر ممكنة.

وصلني قبل عدة أيام إهداء متميز من جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي، والإهداء هو كتاب يوثق جهود المملكة العربية السعودية في مواجهة جائحة كورونا، من إعداد وإشراف أ.د. فهد المغلوث الأمين العام للجائزة.

ابتدأ الكتاب بكلمة لمعالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، رئيس مجلس أمناء الجائزة المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، أكّد فيها على أن المملكة العربية السعودية أثبتت أنها على قدر المواجهة وتحمّل المسؤولية، ولم تتوان في تقديم الغالي والنفيس لضمان توفير كل ما يلزم المواطن والمقيم من معيشة ودواء واحتياجات أساسية، فالإنسان هو الاعتبار الأول لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.

ثم كلمة رئيسة اللجنة التنفيذية للجائزة صاحبة السمو الأميرة نوف بنت عبدالله بن محمد بن سعود الكبير، أوضحت خلالها أن جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي شرعت في رصد وتوثيق جهود المملكة في التصدي لجائحة كورونا، انطلاقًا من ضميرها الإنساني والوطني، لتقديم سجل وثائقي مشرف لمرحلة حساسة من عمر الوطن.

وفي مقدمة الكتاب ذكر الأمين العام للجائزة الأستاذ الدكتور فهد المغلوث أن ما بين “كلنا مسؤول” و “نعود بحذر” أحداث كثيرة ومؤلمة وإنجازات عظيمة تحققت للمملكة وكانت مصدر فخر ومثار إعجاب.

يتكون الكتاب من جزئين اثنين، وقرابة ألف صفحة. أعطى الجزء الأول تعريفًا بالجائحة، والبدايات الأولى لها، ووثق كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله خلال الجائحة.

وتتبّع القرارات والأوامر الملكية للتعامل مع الجائحة صحيًا، واقتصاديًا، وإنسانيًا، وجهود واتصالات خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمين. ثم انتقل ليقدّم رصدًا لجهود الوزارات الحكومية كافة للتعامل مع الجائحة، في حين استكمل الجزء الثاني التوثيق، ورصد جهود الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية والمجتمعية.

ويتميز الكتاب بمميزات عديدة، أهمها في نظري تنظيم المعلومات وفق تقسيم موضوعي، وزمني، يسهل قراءة المشهد موضوعيًا وزمنيًا، فجاء الكتاب أشبه بخط زمني مفصل، ذو بعد أفقي يستعرض تكاتف جهود المؤسسات الحكومية والأهلية والمجتمعية للتصدي للجائحة، وذو بعد رأسي يفصل الخطوات التي اتخذتها كل جهة.

كما يشكر للكتاب عنايته بتوثيق المصطلحات التي تبلورت خلال الجائحة، وارتبطت بها؛ مثل: الوباء، والجائحة، وتسطيح المنحنى، والتباعد الاجتماعي وغيرها من مصطلحات حصرها، وعرّف بها.

ابتكر الكتاب رموزًا موحّدة بمثابة مفاتيح تساعد القارئ خلال تصفح الكتاب؛ لتميز بين الإجراءات والمبادرات، والخدمات، والمنصات، وغيرها من مفاتيح تسهل القراءة، والربط بين المعلومات.

ورغم أن الكتاب بجزئيه يغطّي فترة زمنية قصيرة تمتد من شهر يناير إلى نهاية يونيو ٢٠٢٠، إلا أن المعلومات التي تضمنها تعكس أن تلك الأشهر كانت فترة حافلة بالأحداث والتطورات السريعة. كما تبيّن حجم التعاون والتنسيق بين الجهات المختلفة للتعامل مع الجائحة، والحد من آثارها.

 ستنجلي الجائحة بإذن الله، وستمر الأيام، ويصبح ما عايشناه خلالها تاريخًا، وجهودًا تستحق أن توثّق، وتروى للأجيال القادمة.