يعد البروفيسور وليم ماكنيل William H. McNeill، واحدًا من كبار المؤرخين الأمريكيين. واشتهر باهتمامه بالتاريخ العالمي، والمشتركات الإنسانية[1]. وتعد مؤلفاته نقطة مهمة انطلق منها العديد من الباحثين من بعده.
برز اسمه نتيجة آرائه التي تؤكد الالتزام بكتابة تاريخ علمي حقيقي، يضبطه منهج صارم، يقوم على تحري الدقة، وفحص المصادر، والتخلص من العوامل والمؤثرات الشخصية التي تؤثر على الحقيقة؛ مما سيؤدي إلى إعادة الاعتبار للتاريخ، ووضعه على قدم المساواة مع العلوم الأخرى.
ومن العبارات المختصرة، التي أثرت عن ماكنيل، أنه وخلال مؤتمر عقد في جامعة أوهايو في شهر مايو 1994، طُلب منه أن يشرح منهجه في كتابة التاريخ، أمام عدد من الباحثين في مجالات الفيزياء، والأحياء، والاجتماع، فقال:
“إذا لفتت مشكلة ما اهتمامي، فإنني أبدأ بالقراءة عنها، وفي كل مرة أقرأ فإني أعيد صياغة المشكلة، وبالتالي أتجه للقراءة من جديد وفق التعريف الجديد، وفي كل مرة أقرأ، أعيد صياغة المشكلة، ومن ثم أعيد توجيه القراءة بشكل أكثر تحديدًا، وهكذا مرة بعد مرة، حتى تستقيم الفكرة، ثم أكتبها، وأرسلها للنشر”.
وعلى الرغم من بساطة الطرح الظاهرية لهذه العبارة، إلا أنها أكدت على الطريقة العلمية لكتابة التاريخ. وقد لفتت آراء ماكنيل اهتمام الباحثين، وناقشها العديد منهم، باعتبارها رؤية تجديدية وتطويرية في مجال البحث التاريخي،
Gaddis, John Lewis. The Landscape of History: How the Historians Map the Past. London: Oxford University Press, 2002.
King, Gary, and others. Designing Social Inquiry: Scientific Inference in Qualitative Research, Princeton: Princeton University Press, 1994.
McNeill, William. Plagues and Peoples. New York: Anchor Books, 1998.
[1] خلال مسيرته العلمية الطويلة، قدم ماكنيل العديد من المؤلفات والدراسات التي طرحت موضوعات جديدة، تتسم بالعناية بالبعد الإنساني والعالمي للتاريخ، ومن أهم مؤلفاته:
صعود الغرب، تاريخ المجتمع البشري.
The Rise of the West: A History of Human Community, 1963
الأوبئة والشعوب.
Plagues and Peoples, 1976.
السعي وراء القوة، التقنية، والقوة والمسلحة والمجتمع منذ عام 1000
Pursuit of Power: technology, Armed Force and Society since 1000 A.D., 1982.
Comments (2)
“مرة بعد مرة حتى تستقيم الفكرة”
ليت قومي يعلمون! ففي التنقيح وإعادة الصياغة حظ عظيم لمن وعى.
اخترتِ وأوجزتِ فأحسنتِ.
العزيزة الأخت هيلة، أشكرك على مرورك وكلماتك.